تابع جديد مدونتنا على الفيسبوك اضغط هنا للذهاب لصفحتنا

مشكلة المرور في مدن العالم الثالث


اعداد
أحمد سراج الدين ميرغني
أشرف احمد الحويمدي





مقدمة
لا شك ان التركيب الداخلي للمدينة يتسق مع الوظائف التي تؤديها و ينعكس في نفس الوقت علي شبكة النقل الداخلي ، كما يتأثر نمو المدينة وظيفيا بنموها عمرانيا و يؤثر فيه .
لذلك فان علاقة الوظائف علاقة تبادلية مع سلوكيات سكان المدينة مثل ( رحلة العمل اليومية ، و رحلات التسويق ، و رحلات الترفيه و الصحة ) و من ثم فان كل عنصر من هذه العناصر له دوره في التأثير علي التركيب الداخلي و الوظيفي للمدينة .

لمحة تاريخية عن تطور النقل الحضري

تظهر في المدن علاقة قوية بينبنية شبكات النقل و مورفولوجية المدينة و الأنماط المكانية للأنشطة الحضرية . و تقوم شبكات النقل بدور الربط بين العناصر الوظيفية للمظهر الحضري بجانب توجيهها للنمو الحضري خاصة أثناء عمليات التنمية الإقتصادية .
و نجد ان نشأة المدن في فترة ما قبل الثورة الصناعية ارتبطت بمواقع محددة مثل
ـ مناطق عبور الأنهار . حيث كانت تمثل ظهيرا للمناطق التي تقع خلفها و كانت بمثابة خط دفاع و تسويق للمناطق الخلفها . حيث كانت الطرق تلتقي عند هذه المواقع مكونة نمطا إشعاعيا .
و بعد نمو المدن و توسعها صوب الأطراف في احياء أقل كثافة سكانية . خفف من حدة الكثافات العالية في وسط المدينة ،وفي نفس الوقت كان لتطور وسائل النقل اثارا في اتساع الشوارع لتستوعب اكبر حركة و لتغطي الإستثمارات العالية التي تتفق علي إقامتها.
وقد اخذت محاور النقل صور اشعاعية وهذا بدوره ادي الي تكدس كل الخدمات الجديدة في المدينة و حولها و بالتالي اتخذت مورفولوجية صورة اقرب الي الشكل النجمي . و هي بمثابة اول صور الرقعة المأهولة المثأثرة بوسائل النقل الحديثة .

نظم النقل في مدن العالم النامي:ـ

تشهد مدن المتروبول في العالم الثالث نموا سريعا ملحوظا في السنوات الأخيرة و سبب النمو هو (الإنفجار السكاني ) و تيارات الهجرة الريفية ـ الحضرية السريعة .
حيث زاد عدد المدن من
ـ (109 مدينة مليونية عام 1960م . الي
ـ  191 مدينة عام 1975م . واصبح حوالي
ـ 440 مدينة عام 2000م .
و مايميز هذه المدن الفقر و نوعية الخدمات المتردية و انهيار شبكات النقل والتي علي اساسها نشأت المدينة .
نجد ان عمليات تطوير و انشاء وتحسين شبكة الطرق  و السكك الحديدية مكلفة الي حد كبير في ظل الشبكة الإشعاعية الأولية التي قامت علي اساسها المدينة ، و لا تعدو محاولات التحسين في حركة النقل ان تكون حلولا جزئية .
نجد ان مشكلة تزايد الزحام في المدن نتيجة لغياب وجود خطة محددة تواجه تزايد حركة السيارات .
نجد ان بعض الباحثين في الآونة الأخيرة  تزايد اهتماهم في ابراز أهمية الأساس الإقتصادي لمشكلة  المرور  في المدينة . حيث ان الانفاق علي خدمات النقل في المدن لا يقوم علي اساس فائدة مجموعة محددة و لكن خدمة المجتمع كلة و بالتالي لا يجب ان يتحمل سكان المدن فقط تكاليف هذه الخدمات وانما تؤديها الحكومات المركزية من الميزانية العامة .


مشكلات النقل الحضري ( المشكلات المرورية )

وهذه المشاكل متمثلة في :
1ـ الزحام.
2ـ اماكن انتظار السيارات .
3ـ النقل العام في مواجهة النقل الخاص .
4ـ الكثافة السكانية و حجم المدينة و ملكية السيارة .
5ـ نوعية الخدمة .
6ـ الضوضاء .
7ـ تلوث الهواء .

 1/ الزحام :ـ\

نجد ان الزحام يكون بصورة واضحة في الاسواق خاصة وسط المدينة حيث تنتهي اليها طرق النقل الرئيسية ، و تتعدد مظاهر هذه المشكلة في التزاحم داخل الشوارع وما يحدثة من ضوضاء و تلوث .
وقد يكون سبب الزحام رغبة عدد كبير من الناس في الوصول لعدد من المواقع في اوقات معينة يوميا ، حيث نجدان حركة المرور هنا تفوق كثيراً قدرة تحمل الشبكة و غلبا ما يكون الزحام ينشأ في نقطة معينة غالبا الا انه طالما ظهر فسينتشر علي طول الشوارع الاخرى ، يعطل الحركة و تراكمها في كل منطقة . اماكن إنتظار
تشهد معظم المدن في جميع انحاء العالم ذروتان او اكثر حسب الساعات المخصصة للعمل حيث تتعدد شبكات النقل و الواصلات في مدن العالم النامي متمثلة في النقل العالم و الخاص.

2/ اماكن انتظار السيارات :ـ

من الملاحظ ان معظم مستخدمو السيارات يضطرون في نهاية رحلاتهم للبحث عن مناطق تترك فيها سياراتهم ، لذلك كان لابد من تخصيص (مساحات) محددة للانتظار ،  كما اقيمت الجراجات متعددة الطوابق لاستيعاب السيارات المنتظرة . و قد تري في بعض الشوارع وقوف طولي للسيارات.

3/ النقل العام في مواجهة النقل الخاص :ـ

في الحالات النموذجية من المفترض ان تسمح سياسة المرور و النقل في المدينة بالافادة لاقصي حد لما يهدف له النقل العام و الخاص . من الملاحظ ان النقل العام بكل وسائلة له الدور الرئيسي في نقل الركاب داخل التجمعات الحضرية ، لذلك يظهر دور النقل العام واضحا بشكل كبير في القلوب التجارية للمدن ومن العوامل التي تساعد علي نجاح مشروعات النقل و قدرتها علي جذب المرتحلين يوميا :
ــ العامل الجغرافي .
ــ القرارت الادارية .

4/ كثافة السكان و حجم المدينة و ملكية السيارة :ـ

كلما كانت الكثافة السكانية عالية تولدت عنها اعداد اكثر من الرحلات بالنسبة للوحدة المساحية ، وكلما ظهرت بعض المشكلات الناتجة من زيادة عدد السيارات و هذابدوره يتسبب في زيادة الاختناقات المرورية التي تينج عنها الزحام .

5/ نوعية الخدمة :ـ

وهذه تشمل الاسعار و الراحة و التكرار و السرعه فخدمات النقل الارخص وهي عوامل جذب للعملاء ، وبهذه المواصفات السابقة يمكن التقليل من مشكلة الزحام و المشاكل المرورية الاخري .


استراتيجيات النقل في المدن :ـ

لقد حدد العالم ( تومسون) أربعة أنماط من الإستراتيجيات وضع كل منها لتحسين نوع خاص من شبكات النقل في المدن . ولكن لا يمكن القول ان احد هذه الاستراتيجيات يمثل حلا شاملا . و ذلك بسبب التعقيد الذي يصيب هذه الشبكات خلال مراحل تطورها المختلفة ، وهذه الاستراتيجيات متمثلة في :ـ

أ/ استراتيجية المركز القوي:ـ

 و هذه الإستراتيجية ملآئمة لحد ما للمدن التي نمت لتصبح مدنا كبري ذات نواة مركزية قوية ترتبط اساسا مع اجزاء المدينة بشبكة نقل عام قوية التأثير قبل انتشار وسائل النقل الخاص ، ما يميز هذه الاستراتيجية
ـ تقليل الزحام وسط المدينة .
ـ ربط الضواحي بالمدينة
ـ تشجيع المركزية في الوظائف .
ـ تخفيف الضغط علي القلب من ناحية حركة السيارات .

ب/ إستراتيجية إستخدام السيارة الكلية :ـ

و هي توجد في المدن التي قامت بعد ظهور السيارات الخاصة و تقوم علي توزيع الخدمات و الوظائف حول الطرق الرئيسية التي صممت لتستتوعب هذه السيارات دون صعوبة . هنالك بعض المشكلات و الصعوبات في هذه الاستراتيجية متمثلة في :
ـ ارتفاع تكاليف إقامة شبكة النقل .
ـ المسافة الطويلة نسبيا بين العقد التي تقوم عندها الظائف .
ـ التأثير علي البيئة الحضرية .




ج/ إستراتيجية المركز الحضري الضعيف :ـ

و هذه الاستراتيجية متمثلة في المدن التي نشأت و تطورت في الفترة الاسبقة لبداية القرن العشرين ، ثم تلاها نمو يستند علي اللامركزية وهذا يعني ان المدينة تتكون من عنصرين
ـ عنصر مركزي سابق في القرن العشرين يبدو في الاجزاء الداخلية .
ـ عنصر لا مركزي يظهر في الضواحي التي تحيط بها .
مشكلات هذه الاستراتيجية
ـ عدم الاستقرار نتيجة للشد و الجذب بين المركزية و اللامركزية .



د/ استراتيجية التكاليف المحدودة :ـ

وتعتبير هذه الإستراتيجية ملائمة للدوول النامية حيث تفتقر هذه الدول الي التمويل اللازم لبناء الطرق العالية التكاليف و توفير وسائل النقل العام بدون حدوث اي زحام مروري . وهذه الاستراتيجية تعتمد علي انشاء و تحسين طرق إشعاعية رئيسية من قلب المدينة جنبا الي جنب مع تطوير نظام النقل العام.





الحلول المقترحة :ـ

تلجأ بعض المدن الي إيجاد حلول لمشكلة النقل بالسيارات داخلها وذلك بعدد من الخطوات التي تتبعها المدن ومن اهمها :ـ

(أ). تغيير ساعات العمل .
(ب). تبادل العاملين لفترات معينة .
(ج). إستخدام طرق ذات إتجاه واحد .
(د). إتباع قواعد مرورية دقيقة.
(هـ). تحديد أماكن إيواء للسيارات .
(و). انشاء طرق دائرية .
(ز). تقليل حركة السيارات الداخلة لوسط المدينة .
(ح). تخصيص بعض الشوارع للمشاة فقط .
(ط). انشاء الانفاق لحركة القطارات و مترو تحت الارض.







المراجع و المصادر
ــ جغرافية العمراندراسة تحليلية للقرية و المدينة ــ د. فتحي محمد ابوعيانة .
ــ دراسات في جغرافية العمران. ــ البروفسير :السيد البشري محمد احمد .
ــ جغرافية المدن ،دراسة منهجية تطبيقية . ــ د. عيسي علي ابراهيم .


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

. . . .