مشكلات المدن في الدول النامية

مشكلات المدن في الدول النامية

The problems of cities in developing countries

اعداد :                                                   

ابوذر يحي مصطفى                         

محمد ابراهيم محمد

مقدمة :

  تنبع معظم مشكلات مدن البلدان النامية من عدم التوازن بين النمو الديموجرافي والنمو الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة بها يعني على ان النسبة الاكبر من قوة العمل أن تبحث فرصة في القطاع الاقتصادى غير الرسمى وانخفاض الاجور وعدم ثبات الوظائف في هذا القطاع يؤدي مباشرة الي المشكلة الثابتة وهي الفقر والاسكان والمناطق المتدهورة ومشكلات النقل والبنية التحتية والنواحي البيئية وانتشار البطالة وتفشي الامية وتدني الخدمات الصحية فإن هذه المشكلات اصبحت فوق مستوى السيطرة والتنظيم والتحكيم .

مفهوم الدول النامية :

·       كلمة نامية : في معجم المعانى الجامع معنى نامية (اسم) والجمع نامون ونوام

المؤنث : نامية والجمع ناميات ونوام

النامي: اسم فاعل من نمى بمعنى يزداد

البلدان النامية : هي البلدان الساعية الى تحقيق نموها الاقتصادي والاجتماعي .

·       الدول النامية : هي الدول التي لا يعيش افرادها في مستوى صحي او اقتصادي أو أمني جيد .

وهنالك من يصنف الدول النامية على اساس معدل الدخل وهو ما يختلف مع تصريحات وكتب المفكرين السنوات الاخيرة .

·       ايضا تعرف الدول النامية بأنها الدول التي لم تستغل ثرواتها الطبيعية والبشرية الى اقصى حد ممكن ولديها نقص في الخدمات الاساسية كالتعليم والصحة والمواصلات والاتصالات .

·       دول تتسم بمعيار منخفض لمستوى المعيشة وقاعدة بيانات صناعية متخلفة وتحتل مرتبة منخفضة فى مؤشر التنمية البشرية مقارنة بدول اخرى .

الاسماء التي تطلق علي الدول النامية :

ــ يطلق عليها دول العالم الثالث .

ــ البلدان النامية .

ــ البلدان السايرة في طور النمو .

ــ الدول المتخلفة .

ويبلغ عددها 130 دولة يعيش فيها أكثر من 70% من سكان العالم وانتاجها الصناعي 7% من الانتاج العالمي والانتاج الزراعي 35% من الانتاج العالمي للزراعة .

تاريخ الدول النامية :

  أول من استعمل مصطلح الدول النامية هو الرئيس الامريكي هاري ترومن عام 1949م  وخاطب المجتمع العالمي ان يساعد هذه الدول للخروج من التخلف والفقر ، فانشق من العلوم الاقتصادية فرعا يسمى بأقتصاد التنمية ، فظهروا علماء وباحثين مثل ( مردال ) الذي صاغ نظرية السببية الدائرية والتراكمية ليجد سبيلا من مأذق التخلف .

   اما مصطلح العالم الثالث : فهو مصطلح سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي يقصد به الدلالة علي الدول التي لاتنتمي الي العالمين الاول والثاني وهما الدول الصناعية المتقدمة .

  أستعمل تعبير العالم الثالث لاول مرة سنة 1952م في مقال صدر للاقتصادي والسكاني الفرنسي ( الفريد سوفيه ) في اشارة الي الدول التي لاتنتمي الي مجموعة الدول الغنية (امريكا الشمالية واوربا الغربية واستراليا واليابان وجنوب افريقيا ) ولا الي الدول الشوعية ( الاتحاد السوفيتي والصين واوربا الشرقية ) .

وقد استوحي سوفيه هذه التسمية من الفئة الثالثة في المجتمع الفرنسي اثناء النظام القديم قبل الثورة الفرنسية .

والدول النامية هي دول ذات مستوى معيشي منخفض مقارنة بالدول المتقدمة ولا يستقيم فيها التوازن بين سرعة النمو السكاني ودرجة التقدم الاقتصادي .

   وتعاني هذه الدول من التخلف الاقتصادي ، إذ يرى بعض الدارسين أن دول العالم الثالث هي التي لم تستفد من ثورة القرن التاسع عشر الصناعية ، وعلى هذا تعد دولا اخذه في النمو أو دولا متخلفة .

    يصف العالم الثالث المعقد والانتقالي والفوضوي في اتساع الفجوة التي تنشأ بين العالم التقليدي والعالم الحديث من الثورة الصناعية ( التي بدأت في انجلترا في اواخر القرن الثامن عشر ) .

اسباب تخلف الدول النامية :

أرجع الباحثون تخلف الدول النامية الي عدة اسباب منها :

1/  الفقــــــــر :

  يعتبر الفقر احد نتائج  الاستعمار وتعاني اغلب الدول النامية من الفقر الناتج من انخفاض الدخل القومي والذي اثر بدوره علي دخل الفرد ، فانخفض مستوى المعيشة والمستوي الصحي ، وتبلور ذلك في انخفاض الكفاءة الانتاجية للفرد وقل عطاؤه ، فشاع الفقر في تلك الدول.

2/ الموقع الجغرافــــي :

   للموقع الجغرافي أهمية بالغة في عملية الاتصال بالعالم الخارجي وهذا ما تمتاز به الدول المتقدمة صناعيا ، والعكس بعض الدول النامية التي كان لموقعا الجغرافي غير الجيد دور رئيسي في تخلفها .

3/ الإستعمــــار :

   وهو بلا شك عامل رئيسي في تخلف الدول النامية فمعظم دول قارة اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية وقعت فريسة الاستعمار لفترات طويلة من الزمن ويتضح دورالاستعمار في تخلف الدول النامية من خلال مرحلتين هما :

ـــ  مرحلة الاستعمار .

ـــ  مرحلة مابعد الاستعمار .

أ/  مرحلة الإستعمار :

   لقد حرص الاستعمار اثناء وجوده في تلك الدول علي :

1ـ نهب الثروات الطبيعية لهذه الدول عن طريق التدخل الاستعماري .

2ـ حرمان السكان من الحد الادني من الخدمات الضرورية .

3ـ ربط اقتصاد الدول النامية بالدول الاستعمارية كانتشار زراعات تجارية تحتاجها البلدان الإستعمارية مثل زراعة الكروم في الجزائر والكاكاو في غانا والقطن في السودان .

ب/ مرحلة ما بعد الإستعمار :

أن كان الإستعمار قد خرج سياسيا وعسكريا من الدول الا أنه لم يخرج اقتصاديا أو فكريا ويتضح ذلك من خلال :

1ـ عدم الإستقرار السياسي ( حرص الإستعمار الا تبقى هذه الدول مستقرة ).

2ـ تبعية بعض الانظمة السياسية للدول الاستعمارية ( لاتزال اغلب حكومات الدول النامية تدين بالولاء والتبعية لبعض الدول الاستعمارية).

3ـ تدخل بعض الشركات المتعددة الجنسيات في الشؤون السياسية الدول النامية وهي شركات عالمية تتبع للدول المتقدمة .

خصائص ومشكلات الدول النامية :

1.    بلدان حديثة الإستقلال .

2.    إنخفاض الدخل الفردي .

3.    إنخفاض الإنتاجية .

4.    نقص الغذاء (كما ونوعا ) .

5.    انعدام التوازن بين التقدم الاقتصادي والنمو السكاني .

6.    إنتشار البطالة .

7.    تفشي الامية .

8.    تدني الخدمات الصحية والتعلمية .

9.    ضعف وقصور البنية الاساسية .

 

دول العالم الثاني

أهم مشكلات المدن في الدول النامية :

مشكلات البطالة والتعطل ونقص الانتاجية : تميل معدلات البطالة عموما في الدول النامية إلي ان تكون الاعلى في المناطق الحضرية عنها في المناطق الريفية . وينتج ذلك عدم قدرة المدن في هذه البلدان علي امتصاص كل تيارات الهجرة الدافقة من الريف والناجم من قلة قلة فرص العمل به اضافة الي الفقر . وتعد المشكلة الاكبر في مدن العالم الثالث هي نقص الانتاجية والتي تعكس انخفاض انتاجية القطاع الرسمي في هذه البلدان ويحدث ذلك حين يعمل العمال وقتا اقل من وقت العمل كله وتتراوح ما بين 30ـــ50% من قوة العمل لاتعمل بطاقة كاملة .

مشكلة المناطق المناطق المتدهورة : 

تؤدي البطالة والتعطل الي الاذدحام والتزاحم نتيجة الفقر ، حيث لاتسطتيع اصحاب الدخول المحدودة الحصول علي المساكن اللائقة ، حتي في حدها الادني ، فالحل يكمن في مدن الصفيح والكرتون وما الي ذلك . وفي بعض مدن العالم النامي يعيش بعض السكان قرب اماكن تجمع القمامة كما في ليما عصمة بيرو ، واحيانا يعيش السكان حتي في المقابر . وقدرت الامم المتحدة سنة 1996م أن حوالي بليون شخص حول العالم يقطنون مساكن غير صالحة للمعيشة ، بمعنى اخر أن سدس سكان العالم يعانون من هذه المشكلة .

  وكعلاج للمشكلة لجأت بعض الدول لإزالة هذه المسكان في الاماكن المتدهورة من خلال برامج لإزالتها . وفي بعض المدن مثل كراكاس ولاجوس ومانيلا وكلكتا وبانكوك أزيلت بعض هذه الاحياء وحلت محلها مساكن راقية لم يقدر السكان علي الاقتراب منها لارتفاع اسعارها . وأحيانا يتم ذلك بالقوة دون مراعاة مصلحة السكان ، وحدث ذلك في سول seol  عاصمة كوريا فمنذ منتصف الستينيات اجبر السكان علي ترك المساكن التي يمتلكونها أو يستاجرونها كجزء من حملة بواسطة الحكومة تسعى للتنمية المستدامة .

   وفي بعض البلدان النامية ترتبط المناطق المتدهورة هذه بأنواع عدة من التعدي علي الملكية والبناء دون ترخيص فيقوم القطاع غير الرسمي بغزو مناطق ومساحات من الارض الفضاء وشغلها بالمساكن العشوائية .

مشكلة النقل والبنية الاساسية :

  هي من المشاكل المستعصية في مدن العالم النامي ويرى البعض أن الحكومات لو انفقت كل الميزانية المخصص للمدن فأن النمو السكاني يعوق ذلك .

في السنوات الاخيرة ذادت وسائل النقل المختلفة بصورة كبيرة جدا واصبحت هذه الوسائل كل يوم في زيادة وهذا يؤدي الي حركة الزحام وسط المدينة خاصة ساعات الذروة ، وكذلك تؤدي الي حوادث المرور ـ لان المدينة في السابق كان يعيش بها عدد قليل من السكان وسايل النقل والسيارات الخاصة كانت قليلة جدا اما الان في ظل الزيادة السكانية المطردة في المدن ادت الي تلك المشكلات ، ورغم المحاولات الجادة في بعض المدن لإقامة الكباري والجسور والانفاق ولكن هذه الطريقة لم تحل المشكلة حلا كليا وانما حل جزئي .

 وبسبب الاذدحام المروري اصبحت المسافات داخل المدينة تأخذ ساعات كثيرة مثل مدينة جاكرتا و الخرطوم و المكسيك هذا التاخير كلف بعض الدول ملايين الدولارات بسبب قلة الانتاج الاقتصادي للتأخير .

مشكلة المرافق :

تختلف نسبة المتمتعين بمياه نقية من مدينة لاخرى ، في بعض المدن يعتبر وجود صنبور المياه علي بعد 100 متر من المنزل كافية ، بينما يرى البعض ان المياه لابد ان توجد في المنزل مثل لذلك مدينة راجكوت في الهند يسكن بها حوالي 600 الف نسمة تتوفر المياه لديهم يوميا لمدة 20د قيقة فقط .

وقد تشير لتقديرات البنك الدولي أن 70% من سكان الحضر في الدول النامية لديهم مياه شرب نقية و 40% لديهم  صرف صحي ، معظم هؤلا السكان يرمون مخلفاتهم في الانهار والبحيرات والبعض الاخر يستخدم هذه الميا الملوثة مثال : اجريت دراسة في الهند لحوالي 300 مدينة أتضح أن 8 مدن فقط لديهم نظم كاملة لمعاجة المياه.

مشكلات بيئية :

بيئة المدينة اصبحت ملوثة والانهار والسواحل البحرية والبحيرات اصبح التلوث في كل مكان في المدينة وانتشرت أمراض كثيرة مثل امراض الجهاز التنفسي والامراض المعدية والدسنتاريا والكوليرا والبلهارسيا .

تلوث الهواء : يعتبر ابرز انواع التلوث وضوحا في عالم اليوم خاصة المدن الكبرى اخطر الملوثات في المدينة هو الكربون والكبريت والرصاص والاكاسيد مثال لذلك في المكسيك وجد مستويات الرصاص في دماء الاطفال نسبة 7 طفل لكل 10 يولدون ، بالاضافة الي الغبار الدخاني تؤدي الي الوفاه في بانكوك 14000 الف شخص يموتون سنويا بسبب الغبار والدخان ــ مدينة كوباتو في البرازيل وهي منطقة للصناعات الثقيلة من مخصبات وكيماويات وبترول ومعظم المنازل فقيرة حيث أن الالاف من السكان يصابون بأمرض مختلفة كالسرطانات والامراض الجلدية والجهاز التنفسي .

تلوث النفايات الصلبة والفضلات المنزلية والصرف الصحي والصرف الزراعي وفضلات المصانع تؤدي الي أمراض مختلفة .

مشكلة الجريمة :

الجريمة تحدث عندما يؤدي التركيب الاقتصادي المختل في المدينة الي خلق بؤرة فقيرة تشكل المكان الخصب لتفشي الجريمة والانحراف ، المناطق الفقيرة اقتصاديا ومهملة اجتماعية وانسانيا تمثل المكان المناسب للانحراف ، حيث يحاول الانسان في هذه الاماكن الحصول علي رزق من مصادر غير شرعية وهذا يؤدي الي سلوك اجرامي . وبعض الدارسين حدد أن المدينة الصناعية تسود فيها جرائم العنف والسطو المسلح والاغتصاب بجانب مشاكل اخرى مثل  : الادمان علي الخمور والمخدرات والامراض العصبية والعقلية وعدم الاسستقرار السياسي .

مشكلة الفقر :

هي مشكلة مركبة تنتج لاسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية وتتمركز ظاهرة الفقر في مناطق محدد في المدينة يطلق عليها اسم المناطق المتخلفة وهي ترتبط بالنمو الحضري اهم اسبابها الهجرة الي المدينة والامية والهيكل الاقتصادي والجريمة والانحراف .

محاولة علاج بعض مشكلات مدن العالم النامي :

لابد ان تكون الحلول متكاملة وكلية ومستدامة وليست جزئية وقد حققت قلة من الدول النامية ذلك بمراعاة النواحي الاتية :

ـــ حماية البيئة والصحة العامة .

ــ  تأكيد سلطة قوية واطار تنظيمي يحمي المواطنين من الاستغلال .

ــ تحقيق الوصول السهل والحصول علي الخدمات الريئسية والمنافع .

ــ اصلاح نظام النقل العام الحضري ونتظيم المرور بصورة علمية .

ــ التخطيط في حل المشكلات : لان التخطيط هو عبارة عن مبادئ وقواعد ونظم تعكس اهمية تنظيم الطرق والشوارع وتوزيع استخدامات الارض والاحياء الداخلية ، كما يهتم بتوزيع مراكز الخدمات الاجتماعية ومؤسساتها والمرافق العامة وتوزيع شبكات الكهرباء والصرف الصحي والمياه وذلك من اجل خلق بيئة مناسبة لحياة المواطنين .

ــ اشراك المواطنين في عملية اتخاذ القرارات .

ــ انتهاج سياسات الاعتماد علي النفس وذلك بالاستغلال الامثل للامكانيات المادية والبشرية المتوفره .

ــ الاهتمام بتطوير الفرد .

ــ تعاون الدول النامية للدفاع عن مصالحهها المشتركة .

ــ تحقيق الامن الغذائي .

ــ الاهتمام بتطوير البنية الاساسية في الريف لمنع تدفق الهجرات الي المدن .

قائمة المراجع :

ـ المدينة والتحضر ( قراءة في المشكلات ) ــ محمد احمد نور .

ـ جغرافية العمران ـــ محمد مدحت جابر.

ــ جغرافية البيئة والتنمية ـ فتحي عبد العزيز ـ وعيسى علي ابراهيم .

ــ الموسوعة الحرة ـ الانترنت .

هل أعجبك الموضوع ؟